دانلود جدید ترین فیلمها و سریالهای روز دنیا در سایت 98Movies. اگر در جستجوی یک سایت عالی برای دانلود فیلم هستید به این آدرس مراجعه کنید. این سایت همچنین آرشیو کاملی از فیلمهای دوبله به فارسی دارد. بنابراین برای دانلود فیلم دوبله فارسی بدون سانسور نیز می توانید به این سایت مراجعه کنید. در این سایت امکان پخش آنلاین فیلم و سریال همراه با زیرنویس و فیلمهای دوبله شده به صورت دوزبانه فراهم شده است. بنابراین برای اولین بار در ایران شما می توانید فیلمهای دوبله شده را در تلویزیونهای هوشمند خود به صورت دوزبانه و آنلاین مشاهده نمایید.
التاريخ : 2025-12-19

هيبة النشامى

عاطف أبو حجر

تعودتُ على كتابة المقالة الساخرة والناقدة، لكنني لم أستطع أن أمسك قلمي للكتابة عن المباراة، فاستعنتُ بمعلومات وآراء كبار النقاد والإعلاميين الرياضيين، فكانت هذه المقالة.

لم تكن مباراة الأردن والمغرب مجرّد مواجهة كروية تُلعب ثم تُطوى صفحتها، بل كانت ملحمة كشفت معدن الرجال، وأثبتت أن هيبة النشامى ليست شعارًا يُرفع، بل حقيقة تُصنع في الميدان. في تلك الليلة وقف المنتخب الأردني شامخًا؛ لا يطلب شفقة، ولا يعترف بفارق أسماء، بل يفرض احترامه بروح لا تعرف الانكسار.

دخل النشامى أرض الملعب بعزيمة المحاربين، يلعبون وكأن كل دقيقة امتحان للوطن، وكل كرة عهد للجماهير. لم يكن الأداء عشوائيًا، بل منظمًا وصلبًا ومشحونًا بالإصرار. واجهوا منتخبًا عريقًا بثبات أعصاب، وأثبتوا أن الأردن حين يحضر، يحضر بقلبه قبل قدميه.

ورغم قوة المواجهة، لم تخلُ المباراة من قرارات تحكيمية أثارت الجدل، وبدا في لحظات كثيرة أنها لم تُنصف الجهد الأردني، إذ مال الميزان في مواقف حسّاسة، وأُجهضت فرص كان يمكن أن تغيّر مجرى اللقاء. غير أن النشامى لم يتخذوا من ذلك شماعة، بل حوّلوه إلى وقود زادهم شراسة وتركيزًا.

وفي أجواء مشحونة امتلأت بالضغط والهتاف، ترددت أحاديث عن محاولات للتأثير النفسي، وكأن الملعب تحوّل إلى ساحة اختبار للإرادة. إلا أن كل ذلك تلاشى أمام صلابة لاعبي الأردن، الذين لعبوا بعقول ثابتة وقلوب مؤمنة، فلم تهتز عزيمتهم ولم تنكسر روحهم.

ولا يمكن الحديث عن هذه الملحمة دون التوقف عند القائد الهادئ، المدرّب جمال السلامي، الذي أثبت أنه مدرّب بحجم وطن. قاد الفريق بحنكة، وقرأ المباراة بذكاء، ومنح لاعبيه الثقة ليواجهوا الكبار دون خوف. في حضوره وقار القائد، وفي ملامحه صورة الأردني الأصيل؛ لم يقد فريقًا فحسب، بل رسّخ هوية، وبنى شخصية، وصنع هيبة.

المدرّب المغربي جمال السلامي بدا أردنيّ الملامح والروح، يجسّد شموخ الوطن ونخوته وطيبته في شخصيته قبل عمله. وبما قدّمه من إخلاص وإنجاز مع منتخب الأردن، ولا سيما الوصول إلى نهائي كأس العرب 2025، استحق التكريم الملكي من جلالة الملك عبد الله الثاني بمنحه الجنسية الأردنية، حيث أكد السلامي أن سمو ولي العهد أبلغه بأن القرار جاء بطلبٍ ملكي مباشر، تقديرًا لعطائه وانتمائه.

وشهدت المباراة مشهدًا سيبقى حاضرًا في ذاكرة كرة القدم العربية، حين سُجّل هدف أردني أسطوري ومثير للجدل عبر مهند أبو طه، في لقطة وُصفت بأنها من أكثر المشاهد ظلمًا في تاريخ نهائيات كأس العرب. ففي الدقيقة الثامنة من الشوط الإضافي الأول، نفّذ لاعبو الأردن ركلة البداية، وخلال ثماني ثوانٍ فقط سُجّل هدف جعل النتيجة 3–2 لصالح النشامى، قبل أن تأتي صدمة قرار تحكيمي غامض أربك الجميع وأثار علامات استفهام واسعة.

وأكد محللون مختصون أن ما حدث يُعد سابقة تحكيمية نادرة في نهائيات البطولات الكبرى، مشيرين إلى أن القرار أثّر بشكل مباشر في نتيجة المباراة وغيّر مسار النهائي، وأن الهدف كان مستوفيًا لجميع الشروط القانونية، ما يجعل الواقعة محل جدل طويل في الأوساط الرياضية.

خرج الأردن من المباراة مرفوع الرأس، حتى وإن لم تبتسم له النتيجة، فقد كسب احترام المتابعين، ووجّه رسالة واضحة لكل من يظن أن النشامى مجرد محطة عابرة:

الأردن قويّ برجاله، ثابت بهيبته، وحاضر ليقاتل لا ليشارك.

هذه هي هيبة النشامى…
هيبة لا تُقاس بالأهداف وحدها، بل بالموقف، والروح، والكرامة.
عدد المشاهدات : ( 360 )
   
الإسم
البريد الإلكتروني
نص التعليق
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط ،
ويحتفظ موقع 'الرأي نيوز' بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أو خروجا عن الموضوع المطروح ، علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .